بعد أن عزّ الرغيف
 
 ما سيبقى لكَ، شعبي؟
 بعد أن عزّ الرغيفْ
 في بلادِ قادها التجار للمهوى المخـيف
 حوّلوها ليَبــابٍ
 واستهانوا بالضعيف
 ****
 أصبحت للحـر سِجنا
 واعتــداءاتٍ وغُبْنا
 صار فيها الخبز حُلما
 واكتساب العلم جُرما
ويل من يسعى لعدلٍ
عدلُهم ما انفكّ ظلما
 ويحُ من يسـعى لعلمٍ
غالبوا بـالجهل عِلما
***
ويكَ من مستوزرٍ
 فَهدٍ إذا شالَ اللثام
مولَعٍ بالقمعِ
مفتونٍ بتقتيل "الرعاع"
 ويكَ من دبابةٍ
شاخت كأركان النظام
تقصف الجَوعى بمِدفعْ
علّها الدنيا تعود القهقرى أعوام
غير أن الحقدَ يُمسي
 في قلوب الناس أروَع
في عيون الجيل ناراً
تأكل القصرَ المزعزع
يستحيل القصرُ ذكرى غابر الأيام
***
 ووزيرٍ آخر انتابته تُخمة
 عميت عيناه في أوج السِعار
 قال والأعمى يحار:
ما بلبنـانَ احتكار
لا وليست فيه طغمة
تجعل الأصباح عتمة
تحرم الأطفال لقمة
تسرق الدمية يوم العيد
 أو تغتــالُ بسمة
***
 عفوكم إلّـم نصدق، يا وزير
 كل هذا الكِذْبِ في وضْح النهار
ويحَها أكذوبةٌ
لا تنطلي حتى على وُلْدٍ صِغار
بئسَها "أعجوبةٌ"
لبنانُ منها في رخاء وازدهار
ما جنت إلا لأصحاب الملايينِ الملايينَ الكثار
***
 آه يا أماه! إن عزَّ الطحين
واستبد الجوعُ فينا بعد حين
 سامحيني إن تركتُ الدارَ واخترت الكفاح
واتخذت النارَ نبراساً وأتقنت السلاح
كي أعيدَ الزهر للحقلِ
كي أعيد الحلم للطفلِ
كي أعيد الشدوَ للطيرِ وللدنيا الصلاح