أنعزف عن وصال

سألتكِ في حديثٍ ذي شجون

عن الحبِّ الجميل إذا امتثـَلْ

لهُ قلبانِ قد عشقا مديداً

وأذكى نارَهُ سَيلُ القُبَـل

 أيبقى قاصراً عن قطف شَهْدٍ

لِجَنيِ لذيذهِ حــلّ الأجَــلْ

فقلتِِِ: إن وَجدكَ غيرُ كـافٍ

لكي تَشتارَ من شهدٍٍ عســلْ

هو الدينُ الحنيفُ أتاهُ ربّي

لكي يَهدي الورى خيرَ السبُل

ليفصِلَ مثلَ سيفٍ في الأمورِ

يسنُّ لنا الشرائعَ لا يكِـــلّ

ليجعلَ بين أهل العشق سـدّاً

منيعاً أينَ منه ذرى جـبل

فليس لنا سبيلٌ غيـر أن

نأتي إليه بأيّما أمـرٍ جَلَل

ونُخضِعَ كلَّ ما نبغي لما قد

أحرَمَ الدينُ علينا أو أحَلّْ

***

أننأى عن فتاةٍٍ غَضُّــها ورقيقُها

يُنئي عن النفس الملل؟

أنعزفُ عن وِصـالٍ تنتشي

بهنائهِ أوصــالُنا حتى الأُصُـل؟

أتبقى النفسُ مأوىً للأماني

الخالِباتِ الخائباتِ بلا أمل؟

أنُنكِرُ رغبةً دبّت بنا لهّــ

ـابةً والجسم منّا قد نــحَلْ؟

كِـلا الجسدَينِ قد آلا إلى غَلَلٍٍ

فلا يروي غليلَــهُما غـزَل

ولا قُبَلٌ سَرَحْتُ بها على شفتيكِ

أو نهدَيكِ أمسِ على عــجلْ

وصالٌ قـد أحلّته الطبيعةُ

والسَـماواتُ، وباركَه الرُسُل

تعالَيْ، وارتوي من كأس عشقٍ

مُترَعٍ يسقيكِــهِ نِعْمَ الرَجُل

فيغمرَنا الهوى،إن الهوى يشـفي

الصبايا في لُحَيظات الخجل

4 ت1 2008

++++++++++++