"ليكن غذاؤك دواءك ...!"
تضم هذه الصفحة نصائح بنيت على تجربة الطب الطبيعي غير الرسمي. وقد أعطيناها عنواناً هو القول المأثور لإيبقراط أبي الطب "ليكن غذاؤك دواءك كيلا يصبح دواؤك غذاءك".
. تيمناً بهذا القول الصادق ننصحك أيها الصديق العزيز أن تعدل عن الدواء إلى الغذاء. وسوف نورد لك مقتطفات من كتب لأطباء طبيعيين لجأوا في علاج الأمراض إلى تناول الأكل الطبيعي السليم المتوائم مع الطبيعة الفيزيولوجية لجسم الإنسان وشرب شتى أنواع العصير الطازج من الخضار والفواكه، وإلى التجوع، وإلى تنقية الجسم من السموم التي تتراكم فيه إبان تناولنا خلال حياتنا العصرية شتى المآكل التجارية كمثل الـ"فاست فود" المعتمدة في طريقة طهيها أو تحضيرها على اساليب غير صحية، وفي تعليبها على مواد حافظة ضارة بالصحة
.
 
الخل إكسير الصحة والشباب
 
استخدم خل التفاح في معالجة شتى الأمراض منذ غابر الأزمان. وليس عبثاً أن وصفه الطبيب الأميركي الشهير في مجال التجوع لأجل العلاج من الأمراض پول بْرِغ بأنه "إكسير الصحة".وقد كشف طبيب أميركي آخر هو جارفيس عن ملاحظاته وتجاربه الكثيرة في كتابه "العسل وغيره من المنتجات الطبيعية" الذي أحدث ضجة كبيرة في النصف الثاني من القرن العشرين. ونشر كتابه هذا في كثير من البلدان في جميع القارات. والفائدة التي تأتي من خل التفاح يمكن أن تجنى أيضاً من خل الإجاص (الكمثرى) والخوخ (البرقوق) والعنب. وليس ثمة خطر من جراء استعماله أو تناوله تقريبا إذا لم يفرط المرء. ومعلوم أن الإفراط في كل شيء ضارّ. الطبيبة الروسية مارينا أندرييفا السائرة على خطى جارفيس في اللجوء إلى هذا النوع من العلاج بالمواد الطبيعية تحدثت عن تجربتها مع خل التفاح فقالت إن صديقتها كانت تعمل مصففة أحرف في مطبعة. وهذا النوع من الأعمال هو عادة ضار، وقد أحست هذه المرأة وهي في سن ااـ55 بآلام مبرحة في الظهر من جراء الديسك الذي تسبب بالتهاب في العصب الوركي انعكس آلاماً أيضاً في القدم. وقد وصف لها الأطباء مسكنات للأعصاب لم تكن لتشفيها، بل كانت مسكنات مؤقتة فقط. كما وصفوا لها عملية جراحية. وزادت في الطين بلة دوالي الساقين. عرضت عليها صديقتها الطبيبة أندرييفا أن تتناول كوباً من خل التفاح: ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين من خل التفاح مع إضافة ملعقة إلى ملعقتين صغيرتين من العسل في كوب من الماء (200 غ). ويمكن شرب هذا قبل أو بعد وجبة الطعام لا فرق، ويمكن أيضا أن يشرب المرء ما يصل إلى 5 أكواب يوميا. ويحسن أيضا بلّ قطعة من الشاش في الخل الممزوج بالماء (1:2)، وجعله رفادةً على المنطقة المصابة. بنتيجة هذا العلاج توقفت آلام الظهر بعد شهر، وقالت لها صديقتها انها لم تعد بحاجة إلى عملية جراحية. كما أنها فقدت بسرعة 10 كلغ متخلصة بذلك من زيادة الوزن. ماذا ينفع استعمال خل التفاح؟ يزيد خل التفاح مقاومة الجسم لأنواع العدوى المختلفة، ويتم استخدامه في كثير من الأمراض! أمراض القصبة الرئوية والأمراض المعوية، والأمراض الناجمة عن نقص الفيتامينات، وما يلازمها من تعب مزمن، وأمراض الجلد، بما في ذلك الأمراضالفطرية. الحقيقة أن خل التفاح يعيد إلى الجسم التوازن الحمضي القاعدي بعد اختلاله، عندما يظهر في فحص البول الدليل الهيدروجيني рН= 5،8-6،2 (كلما انخفضت الحموضة، ارتفعت قيمة هذا الدليل). فهو يرتبط في الجسم بالعناصر القلوية والمعادن، فيحسن عملية الهضم، ويشفي الأوعية الدموية ويعزز تكوين خلايا الدم (الكريات) الحمراء. ويؤدي النقص في حمض الهيدروكلوريك في الجهاز الهضمي إلى سوء هضم البروتينات، وهو ما يسبب ارتفاعاً في ضغط الدم. ويمكن خفضه كثيراً بتناول 1-3 ملاعق صغيرة من خل التفاح (المخفف بالماء) قبل وجبة الطعام. ويفيد استخدام خل التفاح (نفس الجرعة) عندما يكون هناك نزيف حاد ناجم عن البواسير، واشتداد في نزيف الطمث، ونزيف من الأنف، ونزف من الجروح، الخ. وبما أنه يتم استخدام خل التفاح المخفف فهو مستحب استخدامه حتى في ظل وجود درجة حموضة عالية عند المرء، وفي حالة التهاب المعدة (غاستريت)، والتهاب المعي الاثني عشري، والتهاب المريء، وقرحة المعدة وقرحة المعي الاثني عشري. ويمكن مقارنة جرعة واحدة من خل التفاح في حال ابتلاعها بشريحة من الليمون توضع في الشاي. وخل التفاح غني بالبوتاسيوم، وهو عنصر ضروري لتوليد الطاقة من قبل الجسم وتقوية الجهاز العصبي. وهو لا يساعد وحسب على ضمان ثبات البيئة الداخلية للجسم، ولكن أيضا يساعد على إيصال النبضات العصبية إلى العضلات. ولذلك يعتبر خل التفاح الغني جدا بالبوتاسيوم مثابة علاج لا غنى عنه في حالات الإرهاق العصبي والإجهاد الشديد العقلي والجسدي والعاطفي. ولا بد منه للأشخاص المصابين بمرض خطير أو للأطفال الذين يعانون من التخلف العقلي. وخل التفاح مضاد للفطريات. وللتعالج من الالتهابات الفطرية ينبغي على المريض، بالإضافة إلى تناوله خل التفاح عن طريق الفم كما سلف، أن يجعل لقدمه المصابة بالفطريات يومياً حماماً من الخل غير المخفف خلال 10 دقائق وأن يغمس الجوارب في لترين من الماء مع نصف كأس (100 غرام) من الخل. وكذلك أن يمسح كل الاحذية من الداخل بشكل منتظم بالخل أيضا. وقد يستغرق العلاج ستة أشهر. ومن المستحسن متابعة العلاج زمناً إضافياً لغرض الوقاية. وخل التفاح هو أيضاً علاج للحروق، والتسمم، والإسهال، والشعور بالغثيان إبان الحمل وفي حالات تشنج العضلات. ويمكن أن يفيد كحقنة شرجية (1 ملعقة صغيرة إلى 1 لتر من الماء)، ويتم استخدامه بمثابة خافض للحرارة، ليس فقط بتناوله، ولكن أيضاً بجعل رفادات رطبة ولف الجسم بها، وبدهن عقب القدمين. وفي حالات التهاب الحلق والتهاب اللوزتين يمكن الغرغرة بالخل مع الماء (النسبة نفسها) في اليوم الأول كل ساعة، وبعد ذلك - كل 2-3 ساعات. الشيء الوحيد الذي لا بد من تداركه هو تناول الخل المركز. فقد يحرق الغشاء المخاطي. فخل التفاح هو للجلد علاج لا يمكن الاستغناء عنه في أي سن، إذ يساعد ضد التعرق، والهربس (الزونا) والقوباء الحلقية، والطفح الجلدي والحكة. وخل التفاح وسيلة تجميلية مثالية لشد جلدة الوجه. ويمكن مزجه بنسبة 2:5 بزيت الزيتون وخفقه ليصبح مستحلباً، فتحصل السيدة الغيورة على رونق بشرتها على كريم تغذية للوجه رائع. وبهذا الكريم يمكن دهن عقب القدم المتشقق. حتى المواليد الجدد يفيدهم بعد الاستحمام الشطف بالماء مع الخل لتحييد فعل الصابون، ولاستعادة الحموضة الطبيعية للجلد وتغذيته بالفيتامينات. كما أن وضع عاء صغير مكشوف به خل في الغرفة مطهر ممتاز، ويفيد في الحماية من جميع أنواع نزلات البرد والالتهابات. وخل التفاح يفيد في إرواء العطش، ويجب لزاماً استبدال المياه الغازية كالـ"كوكا كولا"، بالخل الممزوج بالماء والعسل وهو في الوقت نفسه يساعد على القضاء على الحرقة. لا يصلح خل التفاح للمرضى الذين يعانون من اضطرابات في التمثيل الغذائي، والمرضى الذين يعانون من مرض النقرس وأمراض الكلى، لا سيما عندما يبين فحص البول وجود أملاح الأوكسالات التي تتحول عادة إلى حصى في البول. لكن استعمال الخل استعمالاً خارجياً يبقى مناسباً لهم. ألست تريد قارئي العزيز الآن فورا الى المتجر لشراء إكسير الشباب هذا؟ أنا لا أنصحك بذلك إلا إذا كنت واثقاً من أن خل التفاح الذي يباع هناك خل طبيعي لم يتعرض لشتى ضروب التنقية والتبييض والتقطير، ناهيك عن إضافة النكهات والمعطرات، فإنه إذاك يفقد الكثير من المكونات المفيدة. خل التفاح يمكنك تحضيره بنفسك، ومن فواكه لا تكون قد عولجت بالمبيدات. وتحضيره ينبغي أن يكون في وعاء من زجاج أو خشب أو قدر مدهونة بالميناء سليمة لا عيوب فيها. كيفية التحضير: تأخذ مثلاً 7-8 كلغ من التفاح لمقدار دلو. تغسلها وتقطعها قطعاً صغيرة مع البذور والقشرة (لا تستعمل المهترئ منها)، وتضيف السكر (أو العسل إذا سمحت لك جيبك) بمعدل 100 غ لكل 1 كلغ من التفاح الحامض أو 50 غ لكل 1 كلغ من التفاح الحلو، وتغطي الدلو بالشاش لكي يصل الهواء اللازم إلى البكتيريا المخمِّرة. تضع الدلو في مكان دافئ، في المطبخ مثلا لمدة أسبوعين، ولكن ليس في مكان مشمس. تحرك المزيج من وقت لآخر. ويمكنك إضافة قليل من الماء (قرابة نصف ليتر). فيتشكل تدريجيا النبيذ الجديد، الذي يتحول حامضاً مخمراً (تحوّل الكحول إلى حمض). بعد 2-3 أسابيع، وينبغي عصر محتويات الدلو، فيرمى الجمش، ويسكب السائل العكِر المتبقي في مراطبين زجاجية على أن يبقى قليل من الفراغ فوق بغية الحفاظ على اتصال بالهواء، وذلك لأجل التخمير الهوائي. يمكن وضع المراطبين في خزانة. وبعد 2-3 أشهر، يضحي خل التفاح جاهزاً. الرقاقة الشفافة المتشكلة في أعلى المرطبان لا يحسن رميها (إذا هُزّ المرطبان رسبت واستقرت في القاع)، فهي مفيدة جدا كقناع (ماسك) للوجه أو لأي مكان من الجلد يقشر. ويمكن أن تستخدم كخميرة قديمة مفيدة لصنع الخل في العام المقبل. ليس بالضرورة إبقاء خل التفاح في الثلاجة، بل يمكنك أن تضعه في الطابق السفلي (القبو)، أو فقط في المطبخ. ملحوظة: من الممكن أن يضاف لأجل تسريع التخمر للتر من الماء المضاف إلى التفاح 10 غرامات من الخميرة، و20 غراماً من الخبز).
أتمنى لك رحلة سعيدة، قارئي العزيز، مع صديقك ورفيقك وإكسير شبابك: خـل التفـاح