الرئيسية » مقالات » مقالاتي

بن لادن في خبر كان (أو علام يفرح الناس في أمريكا؟)

كانت مصادر غير رسمية عديدة قد ادعت أن الزعيم الليبي معمر القذافي سيقتل في 2 أيار/ مايو. لكن القذافي لا يزال على قيد الحياة. بينما راحت وسائل الإعلام العالمية تنشر في جميع أنحاء العالم في هذا اليوم نفسه نبأ يفيد أن القوات الأمريكية نجحت في القضاء على "الإرهابي الرقم واحد"، زعيم تنظيم القاعدة البعيد المنال حتى تلك اللحظة، اسامة بن لادن "نفسه"! الوضع، بصراحة، يشبه القول المعروف "أنا ولدتك، وأنا سوف أقتلك! على أي حال استقبل الحدث في جميع أنحاء العالم بكثير من الضحك من قبل من لا يزالون قادرين على التفكير من بين سكان كوكب الأرض. ففي البداية أفادت الأنباء أن بن لادن قتل جراء قصف، ثم جراء تبادل لاطلاق النار. وصورة الإرهابي الميت التي نشرت على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم استناداً إلى معطيات البنتاغون بنتيجة تبادل اطلاق النار تبين أنها كذبة رخيصة، فدُحِضت على جناح الشرعة مشاركة هيئات رسمية في الولايات المتحدة في اختراعها ونشرها، وليس معلوماً متى (وهل ستظهر أصلاً؟) كذبة جديدة. ولقد تم الحصول على نتائج الفحص الجيني الذي يؤكد "بما لا يقبل الشك" أن المقتول ليس سوى اسامة بن لادن، ولا أحد غيره، في غضون ساعات قليلة بعد خبر وفاته. هذا الاحتمال وارد طبعاً، ولكنه يقارب أكثر فأكثر حدود الصفر. وإلى هذه الأسطورة أضيفت أسطورة دفن جثة القتيل رأس الإرهاب العالمي في اليوم التالي لوفاته، "في البحر"، "وفقا للتقاليد الإسلامية"... باراك أوباما وجورج بوش الأصغر والأربعون ألفاً من المراسلين وصانعي الأخبار في جميع القنوات التلفزيونية والإذاعية، وفي جميع الصحف والمجلات، وفي كل شبكة الإنترنت، بدأوا بالطبع التحدث عن شديد سرورهم بأن "الإرهابي الرقم 1" لم يعد على قيد الحياة. ولمزيد من الإقناع بصحة هذا الزعم، نظمت حتى تظاهرات احتجاج على قتل بن لادن من قبل "الإسلاميين المتطرفين" في باكستان وغيرها. السؤال هو الآن، لمَ كانت حاجة أمريكا الجغرافية الاستراتيجية ماسة فجأة لهذا التزوير الأخرق، بل الأكثر بطلاناً من أحداث 11 أيلول نفسها، تلك التي يصدق الروايةَ الرسمية في شانها اليوم، على الرغم من كل شيء، وفقا لاستطلاعات الرأي، أقل من نسبة 40 ٪ من مواطني الولايات المتحدة؟ على ما يبدو، ثمة على الأقل بعض المقدمات الأساسية للإجابة عن هذا السؤال يتمثل في حلول المصري أيمن الظواهري على جناح السرعة محل بن لادن في قوائم "مكافحة الإرهاب" التي دبجها مكتب التحقيقات الفدرالي. فهذا الرجل صرح على الفور بأنه هو الآن زعيم تنظيم القاعدة وأنه سوف ينتقم لموت سلفه من الأمريكان، وأن وفاة سلفه هذا "لا تعني شيئا لأنه لم يكن سوى رمز لنضالنا ". أوليس هذا هو النضال إياه الذي يخوضه، على سبيل المثال، المسلحون من تنظيم القاعدة تحت ستار "المتمردين المسالمين" وبدعم كامل من قوات حلف شمال الاطلسي، ضد الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا؟ أوليس كل نسج الخيال هذا حول قتل اسامة بن لادن مثابة "الإعداد المدفعي" وحسب لتنفيذ عملية ارهابية جديدة على نطاق أوسع في شكل هجوم تستخدم فيه على الأرجح أسلحة الدمار الشامل، أو الأسلحة البيولوجية أو الكيميائية أو النووية، في أراضي الولايات المتحدة، أو ربما في واحدة من دول "التحالف الدولي" التي تشارك اليوم في العدوان على ليبيا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، فإن المسؤولية عن ذلك ستأخذها على عاتقها "القاعدة"، بطبيعة الحال، عبر تصريح يصدر عن أيمن الظواهري، وستحظى بتأكيد "متأخر" من جانب نداء لأسامة بن لادن يكون قد أدلى به قبل موته، وهو نداء، كما أصبح معروفا، بات في ايدي اجهزة الاستخبارات الاميركية. وبالطبع، سوف يفيد تنظيم "القاعدة" بأن هذا الهجوم شاركت في تنظيمه ليبيا أو سوريا أو إيران، أو جميع هؤلاء، أو بعض البلاد الأخرى أيضا، التي سيتم ضمها بإرادة صانعي الاستراتيجية الاميركية إلى "محور الشر". ومن الواضح تماما أن مثل هذا الهجوم الإرهابي يجب أن "يحدث" في خلال الأشهر القليلة المقبلة، ما سيمنح باراك أوباما الفائز بجائزة نوبل للسلام أوراقاً إضافيةعلى صعيد السياسة الداخلية والسياسة الخارجية. بقلم اليكسي غوردييف Alexey Gordeev – عن جريدة "زافترا" الروسية – العدد 18 (911) بتاريخ 4 أيار/ مايو 2011

الفئة: مقالاتي | أضاف: Michelya (05.05.2011) | الكاتب: ميشال يمّين E
مشاهده: 414 | الترتيب: 0.0/0
مجموع المقالات: 0