يظهر مرض السكري عندما يفقد البنكرياس قدرته على استيعاب وتحليل الكربوهيدرات. ويعتقد الباحث في الطب الطبيعي نورمان ووكر أن السبب الرئيسي للمرض تناول النشويات والسكريات المركزة. ومرض السكري لا يكون دائما وراثياً. ولكن إذا كانت العائلة تستهلك عادة كميات كبيرة من الكربوهيدرات أي النشويات والسكّريات المركزة، فإن هذا النوع من الأمراض يمكن أن ينشأ ويتطور ليس فقط عند الوالدين، ولكن أيضا عند الطفل، خاصة إذا كان والداه قد أورثاه بنكرياساً حساساً جداً للمآكل غير العضوية. فغلبة المأكولات غير العضوية المطبوخة من الدقيق والجريش في النظام الغذائي، وكذلك حليب البقر المبستر أو المغلي هي واحدة من الأسباب الرئيسية لظهور هذا المرض.

في حال الإصابة بمرض السكري بسبب النقص الجزئي أو الكامل في هرمون الأنسولين يتعطل الأيض (التمثيل) الغذائي للكربوهيدرات في الجسم. وهذا يؤدي إلى مزيد من الأمراض المرتبطة بالخلل في الأيض الغذائي. وإن من أهم أعراض مرض السكري الزيادة في مستويات السكر في الدم. فمستوى السكر في الشخص السليم العادي يتراوح في حدود 3,6-5,8 مليمول / لتر. والمسؤول عن تنظيم نسبة السكر في الدم هو هرمون الأنسولين. فالتخلص من فائض السكر يحدث من خلاله، إذ بعد تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات (النشويات والسكريات المركزة) يرتفع بالضرورة مستوى السكر.

إذاً قد ينشأ مرض السكري عن نقص في إنتاج الأنسولين وقد يتوفر هذا الهرمون- لأسباب مختلفة - ولكنه لا يؤدي وظيفته بشكل كامل. وكقاعدة عامة، لا تعود الخلايا بسبب هذا الأمر تمتص السكر ويظهر فائض منه في الدم. الجلوكوز الزائد يفرزه الجسم مع البول، بينما الجسم نفسه يعاني من اضطرابات في التمثيل الغذائي للدهون. وتدريجيا يتشبع الدم بنواتج الاحتراق الجزئي للدهون، والتي هي شديدة السمّية. ويجب أن تكون مهمة المريض بالسكري ذات الأولوية هي الاعتناء جيداً بنظامه الغذائي، وخاصة بمحتوى الدهون فيه. والأفضل أن تعطى الأفضلية للدهون التي هي من أصل نباتي (الزيوت)، فهي يتم هضمها بسهولة أكبر.

يجب التمييز بين نوعين من مرض السكري: السكري المعتمِد على الأنسولين والسكري غير المعتمد على الأنسولين.

مرض السكري من النوع 1

هو مرض السكري المعتمد على الأنسولين، والمعروف باسم مرض السكري من النوع 1. تقليديا، يحدث هذا المرض لدى الأطفال، ويعتبر غير قابل للشفاء. يثيره، في أغلب الأحيان، إما مرض فيروسي (مثل الحُمَيراء، الحصبة الألمانية، الحصبة أو الانفلونزا)، وتكون نتيجته تعطل وظيفة البنكرياس ونقص الانسولين تالياً نقصاً كبيرا. والمرضى الذين يعانون من هذا النوع من السكري يحتاجون جدياً إلى جرعات منتظمة من الأنسولين، بدونها تبدأ تظهر آثار خطيرة لا رجعة فيها في الجسم، ويمكن أن تؤدي إلى وفاة الشخص. وداء السكري من النوع 1 يحدث فقط في 10 ٪ من جميع الحالات، و المتبقي أي 90 ٪ منها هو مرض السكري من النوع 2 – أي المعتمد على الأنسولين. يجب أن نقول إن مرض السكري هو أسلوب حياة أكثر منه مرض. والأمر الأهم تحديد وكشف المرض في أبكر وقت ممكن لإجراء التعديلات اللازمة في النظام الغذائي.


مرض السكري من النوع 2

يسمى مرض السكري من النوع 2 أيضا مرض السكري غير المعتمد على الأنسولين. وتكمن خطورة هذا النوع من مرض السكري أكثر في أن الأعراض الأولى ليست ملحوظة عادة. والشيء الوحيد الذي ينبغي التنبه إليه هو ظهور جفاف في الفم، وزيادة في التبول، بينما الحالة العامة للجسم تبدو مُرضية. وغالبا ما يوضع تشخيص السكري صدفة. لذلك من الضروري الخضوع لفحص طبي سنوي وإجراء اختبار على نسبة السكر في الدم. فالمريض يكون أكثر قلقا من الأعراض ذات الصلة بمرض السكري مثل السمنة، والجلطة الدماغية، واعتلال الكلى. ولا يزال غير محدد بعد سبب نشوء داء السكري من النوع 2. ويرى الطب الرسمي أن أكثر المعرضين لخطر الإصابة به هم الناس ذوو نمط الحياة المستقرة والكسولة، من ذوي الميل الوراثي للإصابة بهذا المرض أو الذين هم عرضة للإجهاد المتكرر والتعصيب الدائم. غير أن الباحثين في الطب الطبيعي أمثال نورمان ووكر وغيره يرون، كما سبق وأسلفنا في المقدمة، أن السبب الرئيسي للمرض تناول النشويات والسكريات المركزة.

وغالبا ما يحدث هذا النوع من مرض السكري لدى المسنين. في هذه الحالة، يتم إنتاج الأنسولين عادة بكمية مناسبة، ولكن لسبب ما لا يتم امتصاصه من قبل الخلايا أو هي لا تؤدي وظيفتها كما يجب.

أعراض مرض السكري.

أعراض مرض السكري هي التالية:

• مستوى السكر في الدم على الريق يرتفع بشكل حاد فوق 5.8 مليمول / لتر؛

• يظهر السكر في البول، وترتفع نسبته في الدم إلى أعلى من 10 مليمول / لتر؛

• كمية البول الذي يفرز في خلال اليوم تزداد بشكل حاد (يمكن أن تكون أكثر من 2 ليتر)؛

• يستشعر جفاف في الفم وعطش مستمر.

من المهم جداً كشف النقاب عن المرض في أبكر وقت ممكن، لذلك يجب على المرء أن يراقب بعناية حالته العامة. فإذا برزت لديك أعراض من مثل جفاف الفم، والعطش غير العادي الذي يرافقه ظهور حكة في الأعضاء التناسلية والعِجان (ثنايا الجلد)، وشعور بالضيق، فسيكون من الأفضل أن تجري فحوصات لمعرفة نسبة وجود فائض السكر في الدم.

أعراض وأمراض مرافقة لمرض السكري

تصاحب مرض السكري على الدوام تقريبا أمراض مثل تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم، وتغيرات مرضية في الأعضاء الداخلية، وفي كثير من الأحيان رائحة مميزة من الفم.
وثمة واحدة من العلامات الأكثر وضوحا لمرض السكري هي غيبوبة هبط سكّر الدم (
hypoglycemic coma) التي تتطور على الفور وتكون محفوفة بخطر فقدان الوعي. وغالبا ما توجد علامات غيبوبة هبط سكّر الدم لدى المرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع 1، ولا يأخذون الانسولين في حينه أو يأخذون منه جرعة زائدة. وتتميز غيبوبة هبط سكر الدم بالأعراض التالية:

• ينشأ فجأة وهن شديد؛

• يظهر شعور قوي بالجوع؛

• تبدأ ترتجف أطراف المريض، ويظهِر قلقاً.

إذا كنت تشعر بتدهور في حالتك تناول على وجه السرعة كربوهيدرات سهلة الهضم، والأفضل أن تستدعي سيارة الإسعاف. فيجب على المصابين  بهذا المرض أن يتقيدوا بالقاعدة الآتية: ان يحملوا دائما مفكرة تضم معلومات مثل الاسم والتشخيص وعنوان المنزل ورقم الهاتف واسم الطبيب المعالج ورقم هاتفه. ولتتذكر أن الشيء الرئيسي الذي يجب فعله، إذا كنت تعاني من مرض السكري، هو التمسك بأسلوب حياة نشط وإبقاء السيطرة على مستويات السكر في الدم. فهذا سوف يساعدك على تجنب أية مضاعفات مستقبلية للمرض.

ومن مظاهر مرض السكري الحكة الجلدية، إذ يصبح الجلد جافاً. وفي كثير من الأحيان يصبح سميكاً الجلد في الراحتين والقدمين. ومن خلال الجلد المصاب يمكن أن تخرق الجسم بسهولة شتى أنواع العدوى الصديدية. ولذا على المرضى الذين يعانون من مرض السكري مراعاة قواعد النظافة بشكل خاص.

الوقاية من مرض السكري

من أجل الوقاية من مرض السكري عليك أن تستبعَد من النظام الغذائي كل النشويات والسكريات المركزة، وأن تخفف من استهلاك اللحوم والدهون.

ومن المعروف أن حقن الأنسولين لا تعين على العلاج من هذا المرض، بل توفر إغاثة على المدى القصير فقط. فالانسولين مادة ينتجها البنكرياس وتمد الجسم بالقدرة على امتصاص السكر الطبيعي (ولكن ليس السكر المصنّع والمكرر عدة مرات). مثل هذا السكر الطبيعي يستخدمه الجسم كمصدر للطاقة. ولا يمكن أن تمتص الخلايا والأنسجة عند الإنسان إلا السكر العضوي الذي تحتويه الفواكه والخضار الطازجة. وهو السكر الوحيد الذي يفيد الجسم. أما النشاء والسكر غير العضويين، فلأجل امتصاصهما يضطر الجسم أولا إلى تحويلهما إلى سكريات "أولية". ولكن بما أن النشاء والسكر غير العضويين لا يتمتعان بالانزيمات الحية، فإن تحويلهما من قبل البنكرياس إلى مواد عضوية سيصيبه بالإرهاق بسبب إعطائه ذرات خالية من الحياة، غير قادرة على تجديد الخلايا أو بنائها. وهذا ما يؤدي بالذات إلى مرض السكري.

 

علاج مرض السكري بأنواع العصير

لمعالجة مرض السكري يوصي الباحث نورمان ووكر بمزيج من عصير:

1) الجزر والسبانخ

2) الجزر والكرفس والسبانخ والبقدونس (ما يسميه بـ"البوتاسيوم")

3) الجزر والخس والفاصوليا الخضراء وملفوف بروكسل

4) الجزر والكرفس والهندباء والبقدونس

5) الجزر والبقدونس والكرفس

6) الجزر والخس والسبانخ

 

فهو يوصي، مثلاً، بشرب لتر يومياً من خليط عصير الجزر والخس والفاصوليا الخضراء وملفوف بروكسل بما يساعد على تطبيع وظيفة البنكرياس. وهذا الخليط من أنواع العصير مفيد للغاية لأنه يحتوي على العناصر التي تسهم في إفراز الجسم للأنسولين الطبيعي الحي الضروري لاحتياجات الجهاز الهضمي.

كما من المفيد شرب نصف لتر من خليط عصير الجزر وعصير السبانخ.

ويتحقق الأثر الصحي فقط إذا استثنينا من النظام الغذائي كل النشويات والسكريات المركزة، وكذلك إذا طهرنا الأمعاء بانتظام من السموم المتراكمة فيها عن طريق الحقن الشرجية.

 

علاج مرض السكري بالأعشاب

جنبا إلى جنب مع اتباع نظام غذائي خاص وتناول حبوب خاصة بالسكري تخفض نسبة السكر في الدم، من المنطقي أن يلجأ مرضى النوع الثاني من مرض السكري إلى علاجات شعبية. وهنا يمكنك استخدام إحدى الطرائق التالية:

جذور التوت الأبيض: لخفض نسبة السكر في الدم من المفيد شرب شاي من جذور التوت الأبيض. سوف تحتاج إلى شرب هذا المستحلب لفترة طويلة. ولإعداده توضع ملعقة كبيرة من الجذور المسحوقة في الترمس ويصب فوقها كوب من الماء المغلي حيث تبقى حوالي 3 ساعات. يجب تناول ثلث كوب فقط بعد الأكل 3 مرات في اليوم.

جذر الأرقطيون: 15 غراماً من جذر الأرقطيون يصب عليها كوبان من الماء المغلي ويترك كل ذلك في الترمس طوال الليل. تؤخذ ملعقتان كبيرتان من المستحلب خمس مرات في اليوم بعد وجبات الطعام.

قشر قرون الفاصوليا. يصب نصف لتر من الماء على ثلاث ملاعق كبيرة من قشر الفاصوليا. ويترك في حمام مائي (أو على نار هادئة جدا) لمدة 15 دقيقة. بعد ذلك يترك المستحلب لمدة ساعة ويصفى ويشرب منه مقدار نصف كوب 3-4 مرات في اليوم قبل الأكل بنصف ساعة.

قرون الفاصوليا (وصفة ثانية): 15 - 20 غ من القرون يصب عليها لتر ماء، وتغلى لمدة 3 ساعات ثم تترك لتبرد، وتصفى ثم تشرب بمقدار 150 مل ثلاث مرات في اليوم قبل الوجبات.

الموميا: تعتبر الموميا هدية من الطبيعة وواحدة من الوسائل الأكثر فعالية لعلاج مرض السكري. وطريقة تناول هذا الدواء بسيطة جدا: تأخذ مقدار 0.2 غرام منه مرتين في اليوم محلولاً في الماء. ويشرب عادة قبل وجبات الطعام بساعة واحدة في الصباح وقبل النوم. وللقيام بذلك، تؤخذ 5 غرامات من المومياء وتذوب في نصف لتر من الماء. يشرب من هذا المحلول يوميا لمدة 10 أيام. الشيء الرئيسي هنا هو أن يحظر أثناء العلاج تناول أي نوع من الكحول. وعندما تنتهي هذه الكمية من المحلول يصار إلى استراحة لمدة خمسة أيام ثم يكرر العلاج.

يمكن أن يشرب الحليب أو أي عصير خضار طازج بعد كل جرعة من محلول المومياء. ويعتبر أن شرب شاي من وريقات التوت الأبيض بعد تناول المومياء فعال جدا. ويلاحظ المرضى تحت تأثير المومياء أن العطش لديهم يخف كثيراً، وأن ثمة انخفاضاً في نسبة السكر في الدم وأن تحسناً قد طرأ على صحتهم عموماً.

ورق الجوز: - 25 غراماً، ثمر الورد الجوري -25 غراماً، قشر الفاصوليا - 25 غراما، ورق توت العليق - 25 غراما. تنقع ملعقة من الخليط المفروم بالماء المغلي مدة 30 دقيقة، ثم يصفى المستحلب ويشرب منه نصف كوب 3 مرات في اليوم قبل وجبات الطعام.

ورق الغار: 10 أوراق من الغار تصب عليها 3 أكواب من الماء المغلي، وتنقع 2-3 ساعات ويشرب النقيع بمقدار كوب 3 مرات في اليوم.

• الشوفان: ينقع 100 غ من حب الشوفان في 3 أكواب ماء ويؤخذ من النقيع مقدار نصف كوب 3-4 مرات في اليوم قبل الوجبات.

كما يعتقد العديد من أطباء الاعشاب أن بعض الخضروات والفواكه والثمار يخفض نسبة السكر في الدم ومن بينها أوراق الملفوف الطازجة وحبات البطاطا النيئة.

من البديهي أن يترافق علاج مرض السكري غير المعتمد على الأنسولين بالأعشاب فقط في ظل اتباع نظام غذائي خاص، ودون أن يتعارض ذلك مع تناول الأدوية التي تخفض نسبة الغلوكوز في الدم.

****************